بعد حديثه عن قضية فساد ظل ساكتا عنها سنتين.. معلقون يحرجون بوليف
انتظر محمد نجيب بوليف، كاتب الدولة المكلف بالنقل، الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش، حتى يكشف عن "قضية فساد" تتمثل في محاولة استغلال "للصداقات والعلاقات" من طرف أحد الأثرياء ذوي العلاقات القوية مع البرلمانيين، من أجل الحصول على رخصة للنقل البحري، لكن ما لم يتوقع القيادي في حزب العدالة والتنمية هو أن يربط المعلقون على تدوينته في حسابه الرسمي على الفيسبوك، بين هذه الخطوة وبين التعديل الحكومي الذي أمر به الملك.
ولم يخف بوليف في تدوينته أن دافعه للكشف عن تفاصيل القضية الخطاب الملكي الذي" كان واضحا في ضرورة القطع مع اقتصاد الريع"، موردا في تدوينته أن "صاحب هذا الاستثمار يريد ترخيصا من الوزارة ليستعمله كورقة رأسمال ليخرج باخرته المشتراة بالمزاد العلني، والتي لم يتم أداء أجور مستخدميها لحد الآن".
وتابع بوليف "صاحبنا أعطى ملفه لبرلماني أول من حزب معين ليدافع عنه، ثم بعد ذلك سلمه لبرلماني ثان من حزب ثان كشريك، ثم طرحه برلماني من حزب ثالث في أسئلة لرئيس الحكومة، ثم طرحه برلماني من حزب آخر وذكرني بالاسم، امام رئيس الحكومة بالمستشارين..."، مضيفا "جوابي واضح وصريح، هكذا انا دائما، لا صداقات ولا علاقات عندما يتعلق الامر بالصفقات العمومية ومصالح الدولة... قلت لهم وله بالحرف، إذا اردت الاستثمار، جهز ملفك جيدا ومرحبا بك في طلب إبداء الاهتمام...لا يمكنني أن أفضل مستثمرا على آخرين...".
والملف الذي يتحدث عنه بوليف، والذي قال إنه لا يريد أن "يذكر الأسماء" المرتبطة به، يتعلق بسفينة تم حجزها من طرف السلطات الإيطالية بميناء جنوى، ويرغب الشخص الذي اقتناها في الظفر بصفقة النقل البحري في حوض البحر الأبيض المتوسط، ما بين الميناء المتوسطي بطنجة وميناء الجزيرة الخضراء.
غير أن مجموعة من التعاليق التي أعقبت التدوينة، ركزت على اختيار بوليف لهذا التوقيت تحديدا للحديث عن قضية "فساد" يقول هو نفسه إنها تعود لسنتين وإن أربعة برلمانيين حاولوا التدخل فيها بشكل غير قانوني، وذهب بعض المعلقين إلى وصف الأمر بأنه محاولة من بوليف للنجاة من "مقصلة التعديل الحكومي"، بعدما وصفوه بأنه أحد أعضاء الحكومة الذين "تنتفي فيهم صفة الكفاءة".
لكن معلقين آخرين ذهبوا أبعد من ذلك، حينما ذكر الوزير المنتدب السابق وكاتب الدولة الحالي بأن حسابه على الفيسبوك ظل لسنوات مخصصا، للحديث عن معاني الإسراء والمعراج والتذكير بفضائل الصوم، عوض التفاعل مع مشاكل المواطنين المرتبطة بقطاع النقل، وهو الأمر الذي لم يتأخر بوليف كثيرا في العودة إليه، حيث نشر أول أمس الأحد تهنئة بمناسبة دخول شهر ذي الحجة!